|
أسرار هجرة الطيور
من أين تأتي الطيور إلى الكويت ؟
تتمع الكويت بموقع جغرافي إستراتيجي جعلها معبر أساسي من معابر الهجرة للطيورأثناء فترة هجرتها الموسمية , إذ تقع الكويت على رأس الخليج العربي بإتجاه الشمال الغربي بين دائرتي عرض 30' 28° و 06' 30° شمال خط الأستواء , وبين خطي طول 30' 46° , 30' 48° وتحدها من الشمال والغرب العراق ومن الجنوب المملكة العربية السعودية ومن الشرق جمهورية إيران الأسلامية , فالكويت تقع على خط المسار الذي يمر على دول وسط آسيا وإيران وأذربيجان وبحر قزوين وروسيا من الشمال , ويعتبر هذا المسار أحد المسارات الرئيسية أثناء فترة الهجرة للطيور , ففي بداية موسم الخريف وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر من الجنوب , أواخر شهر أغسطس تكون الطيور قادمة من شمال الكرة الأرضية من شرق أوروبا وتركيا ووسط آسيا وإيران والعراق عبوراً بالكويت بإتجاه شبه الجزيرة العربية ودول الشام ثم إلى أفريقيا جنوبا وجزء منها يتجه شرقا إلى باكستان والهند بحثاً عن المناطق الدافئة والأمنة والمراعي الغنية والأستقرار للتزاوج والتكاثر حتى حلول موسم الربيع , ثم تبدأ هجرة العودة مرة آخرى من جنوب الكرة الأرضية وبنفس المسار السابق تقريباً إلى النصف الشمالي من الكرة الأرضية حيث بداية إعتدال الطقس في أواخر الربيع حتى موسم الصيف , ويقدر عدد الطيور التي تعبر الكويت بأكثر من ثلاثمائة نوع تقريباً .
لماذا تهاجر الطيور ؟
يقول الله سبحانه في محكم كتابه العزيز" أولم يرو إلى الطير فوقهم صافاتٍ ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير " وفي الحديث الشريف يقول الرسول ( ص ) " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم الله كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروحو بطانا "الله سبحانه جعل في هذا المخلوق الجميل أسرار وغرائب عجيبة أشكلت على كثير من الباحثين والمختصين في علم هذا الكائن الصغير حل لغزها وفك أسرارها منذ قديم الزمان وإلى عصرنا هذا رغم التقدم التكنولوجي الهائل , فإلى الآن لم يستطيع الخبراء والعلماء الإجابة على عدة أسئلة متعلقة بأسباب هجرة الطيور رغم محاولاتهم الجادة والمستمرة إلى الآن لمعرفة تلك الأسباب ومن تلك الأسئلة على سبيل المثال , كيف تعرف الطيور حلول وقت الهجرة ؟ ولماذا تهاجر الطيور ؟ وإلى أين تذهب ؟ وكيف تستدل على طريقها ؟ إلى أخره من الأسئلة التي يكتنفها الغموض والحيرة . فالهجرة عند الطيور هي أمر فطري وهبه الله عز وجل لها لتحافظ على فصائلها بطريقة دقيقة ومنتظمة , فهناك عدة دراسات أجريت في مراكز أبحاث وجامعات وهيئات حكومية ومستقلة عن هجرة الطيور ولم تخلص إلى نتائج حاسمة وأكيدة إنما هي إستنتاجات قريبة من الواقع , فقد أكتشف من هذه الأسرار أن الطيور تقطع مسافات طويلة جداً في أثناء هجرتها للوصول إلى موائلها الجديدة ربما تصل 1000 إلى الآف من الكيلومترات وتتنجنب في أثناء تحليقها الهضاب والجبال والمرتفعات العالية , وتستغل الطيور بذكاء التيارات الهوائية المرتفعة في الجو لمساعدتها على الطيران , وتطير أكثر الأحيان بمحاذات السواحل , وأن الطيور تبدأ بالهجرة حين تشعر بتغير بالطقس إلى البرودة الشديدة فأجسامها لا تتحمل البرد القارس , وتأكل بنهم شديد قبل وأثناء فترة الهجرة للمحافظة على مخزون من الطاقة الغذائية , وأنها تعتمد على المجال المغناطيسي للأرض والشمس والتضاريس الأرضية للإستدلال على وجهتها , أما الطيور التي تهاجر ليلا فهي تستدل على طريقها بواسطة النجوم , ومن أسباب هجرتها أيضا هو تغير فترات طول وقصر النهار في المناطق الشمالية الباردة فهي لا تحبذ قصر النهار , ومن الأكتشافات الأخرى أيضا التي توصل إليها العلماء أن الطيور لديها بوصلة بيلوجية في الجهة اليمنى لعين الطير مما يساعدها على تحديد الطريق بدقة , وأنها تطير على شكل مجموعات وأسراب لتساعد بعضها البعض أثناء الطيران وخاصة صغار الطيور التي ليس لديها خبرة بالطيران مسافات طويلة , ولوحظ وجود قائد للطيور من بينها يكون بمثاية الموجه لها وغالبا ما يكون من الذكور ,
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|
|