منقول
تاريخ 3 / 6 / 2009
لأهمية المقال المنشور في جريدة السياسة الكويتية نعيد نشره في موقع ( المطلاع )
بقلم يوسف عبدالكريم الزنكوي
تحدثنا في مرات سابقة عن دور وسائل الاتصال بالجماهير أو القنوات الإعلامية المتنوعة في زيادة الوعي البيئي. ولهذا نؤكد انه إذا ما تمكنت مؤسساتنا الإعلامية المحلية من تنفيذ واجباتها الوطنية في تقديم الدعم المطلوب لكل الهيئات البيئية الرسمية والأهلية لترسيخ المفاهيم البيئية, يمكننا القول حينها إن حلقات الاهتمام بالبيئة وزيادة الوعي البيئي قد اكتملت. وحينها أيضا لا يتبقى لنا إلا مواصلة العمل في الفضاءات البيئية تربويا وصحيا واجتماعيا وسياسيا وإعلاميا للوصول إلى الأهداف المرجوة.
وإذا كان حقل الإعلام مجرد حلقة من الحلقات الرئيسة في سلسلة تحقيق الوعي البيئي إلى جانب الأسرة والمدرسة, فإنه من الضروري دعم كل الجهود الإعلامية بكل الوسائل المتاحة لمواصلة الطريق التي لا نهاية لها. عندها نستطيع أن نقول إننا وضعنا اقدامنا على الطريق الصحيحة لبدء الخطوة الأولى في مجال الحفاظ على بيئتنا المحلية.
في الوقت الحاضر لا يوجد إعلامي كويتي متخصص في البيئة يعمل في حقل الإعلام عموماً وقطاع الصحافة خصوصاً. ولهذا فنحن بحاجة إلى إعداد جيش من الإعلاميين البيئيين للعمل ليس في الصحافة المحلية فقط والتي بلغ عددها اليوم أكثر من 18 صحيفة يومية, بل للانخراط في وسائل الإعلام الأخرى أيضا مثل القنوات التلفزيونية المحلية وشركات الإعلان أيضا, قبل التفكير بتزويدهم بالمعلومات البيئية القابلة للنشر عبر هذه القنوات الإعلامية المختلفة.
ولدعم جهود الإعلاميين في قطاع البيئة للمساهمة بفاعلية في تثقيف الناس وزيادة وعيهم للمحافظة على بيئتنا الطبيعية إلى جانب الحفاظ على المشاريع المستقبلية المتعلقة بإعادة تأهيل البيئة, لابد من توفر الحوافز الكفيلة بدفع الإعلاميين نحو المزيد من الانتاج الإعلامي الهادف. ولهذا نقترح,كخطوة أولى, إنشاء جائزة سنوية للإعلام البيئي تقدم للإعلاميين العاملين في كل وسائل الاتصال بالجماهير المرئية والمسموعة والمقروءة.
كما نقترح أن يطلق على هذه الجائزة "جائزة صباح الأحمد البيئية", لما يعرف عن سموه -حفظه الله ورعاه- من رغبة سامية في الحفاظ على البيئة, ولتحظى هذه الجائزة بالرعاية السامية وعلى أعلى المستويات ولتأكيد أهمية البيئة عند قيادتنا السياسية, وان يتلقى الفائزون المختارون من لجنة متخصصة شهادة امتياز إعلامي, ومكافأة مالية قيمة, بالإضافة إلى تقديم اشتراكات للفائزين في إصدارات صحافية بيئية عالمية.
وإذا ما رافق الاحتفال بهذه الجائزة دعاية اعلانات في مختلف وسائل الإعلام, المحلية على الأقل, فإنها سوف تساهم بجذب انتباه الجماهير بمختلف فئاتهم والعمل على دعم جهود الإعلاميين البيئيين بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي مثل هذه المناسبات يمكن دعوة جميع الإعلاميين العاملين في مجال الإعلام البيئي من كل أنحاء العالم العربي للاشتراك في الجائزة وفق الشروط التي سوف يتم الاتفاق عليها فيما بعد.
وبالإمكان تقسيم مسابقات الجائزة في مراحلها الأولى إلى أربع مسابقات, الأولى لتحقيقات صحافية, والثانية للصور الفوتوغرافية, والثالثة لإنتاج فيلم فيديو لمدة تتراوح بين الدقيقة والثلاث دقائق, والرابعة للبحوث الخاصة بالبيئة والموارد الطبيعية. وبالإمكان إضافة أقسام أخرى إلى الجائزة وفق الحاجة في المستقبل. إعلامي كويتي