بقلم المهندس / عبدالمحسن السريع
تاريخ / 29 / 08 / 2010
مع بداية موسم هجرة الطيور في فصل الخريف والتي تبدأ فيها الطيور بالهجرة في أواخر شهر أغسطس حتى منتصف شهر أكتوبر قادمة من موطنها الأصلي في الجزء الشمالي للكرة الأرضية لتشتي وتستقر مؤقتا في الجزء الجنوبي منها , في رحلة شاقة طويلة تمتد لألآف الأميال من أجل البحث عن مكان دافىء وآمن وبه غذاء وفير , يزداد معه نشاط الصياديين بشكل عشوائي وجائر ومن غير تمييز ما بين الطير المهدد بالأنقراض والطائر الغير مهدد بالأنقراض .
والكويت كونها تحظى بموقع استراتيجي هام على رأس الخليج العربي فهو يعتبر موقع مثالي لمسار هجرة الطيور , لذلك نجد كثير من الطيور بمختلف انواعها تعبر الكويت في موسم هجرتها منها طيور بحرية ومنها طيور برية , وبعض هذه الأنواع مهدد بالأنقراض مثل الحبارى الشرقية وغيرها , وما أن تحط هذه الطيور رحالها في الكويت من أجل أخذ قسط من الراحة ثم تكمل هجرتها .
إلا ويبدأ معه الصيادون بقنص هذه الطيور في كل مكان في الكويت بشكل عشوائي وجائر ومن غير مراعاة ما إذا كانت هذه الأماكن مسموح الصيد بها أو لا أو حتى إذا كان عندهم ترخيص بإستعمال السلاح أو لا , علما بأن قانون حيازة السلاح بالكويت لا يسمح بإستخدام السلاح في أي مكان . وهم لا يميزون حتى ما بين الطائر المهدد بالأنقراض أو الغير مهدد بالأنقراض .
وأنا لست ضد الصيد على إطلاقه ولكن يجب أن يكون هذا الصيد منضبط ومعتدل ويراعي ما بين حاجة الأنسان للصيد من أجل الحاجة والصيد من اجل التفاخر والتباهي عند الأصدقاء , لذلك من الضروري أن يكون هناك شعور عند الصيادين بأهمية المحافظة على هذه الطيور من الصيد الجائر الذي يسبب بإنقراض وإختفاء كثير من الطيور الجميلة التي كنا نستمتع برؤيتها في البراري والصحاري وهي تزهو بألوانها وحركاتها .
انظروا مثلا ما يحدث في هذه الأيام من صيد جائر لطائر الفري الذي يعبر البلاد في هذه الأيام حيث يقوم الصيادون بالأنتشار في كل مكان في صحراء الكويت متجهزين بالأسلحة والكشافات وأجهزة أصوات الفري وكأنهم ذاهبين للتصدي لجيش من الأعداء يريد غزو البلاد , حيث يتصدون لكل طائر يعبر فوقهم خاصة ونحن نعرف أن معظم الطيور تهاجر ليلا , لذلك الصياد لا يعرف ما هو نوع الطائر الذي يعبر فوقه بسبب ظلمة الليل , فتخيلو معي بربكم أي طائر هذا الذي يستطيع أن يعبر من بين هذه الحشود فوق الصاديين , وقد سمعنا عن أعداد كبيرة يتم صيدها من الفري تقدر بالألآف , وإذا قلت لهم أن هذا إسراف في الصيد بهذا الشكل يرد عليك أحدهم بحجة واهية أن هذا طائر عابر .
لذلك انا أطالب المعنيين بوزراة الداخلية وأنا اعرف مدى حرصهم على تطبيق القانون بعدم السماح لمثل هذا العبث أن يستمر في بلدنا الحبيب حتى لا يأتي على يوم نتحسف فيه على تلك الطيور الجميلة وهي تختفي من أمام أعيننا ونحن لدينا القدرة الآن بوقف هذا المسلسل من الصيد الجائر .