منقول : من صحيفة الوطن الكويتية
مقالة للدكتور شملان يوسف العيسى
تاريخ 11 / 7 / 2010
نظرا لأهمية المقالة القيمة التي سطرها بقلمه الكاتب في جريدة الوطن الكويتية الدكتور شملان العيسى , نعيد عرضها في موقعنا ( المطلاع ) وذلك لتعميم الفائدة .
دعوة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد المواطنين للاهتمام بالبيئة البحرية تتطلب من الجميع النظر الى قضية البيئة نظرة جدية فلا يكفي ترديد الشعارات دون ان يصاحبها عمل جاد واجراءات عملية تحد من العبث بالبيئة.
من معايشتي ومراقبتي للشعب الامريكي في هذه العطلة.. عرفت لماذا يتقدمون ونحن نتخلف.. فالشعب الامريكي الحر يأخذ المبادرات الفردية للحفاظ على بيئته وقد بدأ بعض الافراد والمؤسسات حملة وطنية للحفاظ على البيئة بمقاطعة الاكياس والقناني البلاستيكية لان هذه القناني والاكياس مضرة للبيئة.. فقنينة او بطل ماء البلاستيك يستطيع ان يبقى في قاع البحر لمدة 450 عاما دون ان يتحلل.. فالحملة الوطنية تدعو المواطنين الى استعمال الاكياس الورقية والقناني الزجاجية بدلا من البلاستيكية، الجمعيات التعاونية ومحلات الاغذية تحث المواطنين على احضار اكياس ورقية او حمل سلاك «زمبيك» لوضع مشترياتهم فيها ويقوم المحل بتقديم اموال لمن لا يستعمل كيس بلاستيك.
في الطرق والمحلات وحتى في المجمعات السكنية توجد اماكن مخصصة لعلب الزجاج واخرى للبلاستيك وثالثة للورق ورابعة للفضلات في المدارس يعودون الاطفال على عدم استعمال البلاستيك ويشجعونهم على تجميع الورق والالمنيوم والزجاج ويدفعون لهم الاموال. في الكويت يوجد اهتمام بالبيئة من قبل الوافدين العاملين في مجال النظافة فعمال النظافة لدينا يقومون بعزل الزجاج والبلاستيك والورق لاعادة بيعه بينما من المفروض حث المواطن والمقيم في الكويت على حماية البيئة بمساهمته العملية فيها.
تواجه الكويت هذا العام ارتفاعا جنونيا في درجات الحرارة ادت الى انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق في الولايات المتحدة تواجه بعض الولايات الامريكية في الشرق الاوسط وفي الجنوب ارتفاعاً في درجة الحرارة وزيادة ضغط على شركات الكهرباء لذلك سارعت الحكومات المحلية في كل مدينة على حث المواطنين على عدم استهلاك الماء بالطلب منهم عدم سقي الحشيش الاخضر في منازلهم كما طلبت الحكومة المحلية من المواطنين استبدال زراعة الحشائش في المنازل والعمارات السكنية والحدائق بزراعة النباتات الصحراوية الجميلة التي تستهلك ماء اقل.. هذا يحصل في بلد توجد فيه امطار وثلوج وانهار مما يعني بأن الانسان الغربي لديه وعي متكامل بخطورة الافراط المتزايد في استهلاك الماء.. اما ما يخص الكهرباء فالنداءات الاعلامية عبر التلفزيون يحثون المواطنين على وضع ميتر الاركندشن (التبريد) على درجة 75 درجة.
ادارة الرئيس الامريكي اوباما تشجع المواطنين الذين يرغبون في بناء بيوت جديدة على استعمال الطاقة البديلة الداعمة للبيئة مثل الطاقة الشمسية والهوائية (التدفئة عن طريق الطاقة الشمسية) بخصم الضرائب عنهم ومنحهم اموالا تشجيعية.
الشعب الامريكي بوعيه واحساسه بالمسؤولية الوطنية اتخذ خطوات لحماية بيئته دون الحاجة الى الطلب من الحكومة باتخاذ اجراءات لحماية البيئة بينما نحن في الكويت ننعم بوفرة كهربائية لكن الاستهلاك المفرط بسبب قلة التكلفة على المواطن والمقيم لا تتعدى الفلسين للكيلوواط بينما تكلف الحكومة 23 فلسا للكيلووات، نحن كشعب نبالغ في استهلاك الطاقة حتى ان الميسورين منا يسافرون طوال شهر الصيف ويتركون المكيفات شغالة كحماية الاثاث والمزروعات الداخلية.. وهذا من حقهم.. لكن المطلوب اليوم اعادة النظر في تسعيرة الطاقة بدفع القيمة الحقيقية للطاقة.. لأن السياسة الحالية تدعم الاغنياء على حساب الفقراء.. واستهلاك المياه لدينا مرتفع لأن سعر الماء مدعم.. لذلك اذا كانت الحكومة والشعب جادين في اجراءاتهم لحماية البيئة علينا تغيير السياسات الحالية بوقف الدعم للكهرباء والماء عن الاغنياء وجعلها تصاعدية بحيث تزداد اسعار التكلفة حسب الاستهلاك كما انه مطلوب من الشعب والحكومة وقف استعمال الاكياس والقناني البلاستيكية للمياه.. وعلينا الحفاظ على الاشجار وعدم قطعها عشوائيا. الحفاظ على البيئة قضية حضارية تتطلب وعيا سياسيا واجراءات قانونية حازمة لمن ينتهك البيئة.