بيئتنا خضراء.. بشجرة عند كل مخيم

بواسطة : وسيم حمزة / جريدة القبس
تاريخ 23 / 12 / 2010


البر متنفس الناس لقضاء وقت عامر بالهدوء والراحة وسط احضان الطبيعة، بعيداً عن صخب المدينة وضغط الحياة العملية والزحمة والاختناق.


لكن البر يحتاج الى خطوات فاعلة منا لحماية بيئته من الانتهاك، فضلا عن الحد من التصحر والعمل على تحول الصحراء من بيئة قاحلة الى اماكن زاهية بالاشجار واللون الأخضر. ومع زحف المخيمات حالياً وانتشارها في بر البلاد تستلزم الضرورة نشر الوعي بأهمية حفاظ أصحاب المخيمات على البيئة وعدم تلويثها، فضلاً عن تنفيذ خطة زراعة شجرة عند كل مخيم، والتي أطلقتها الجهات المختصة أخيراً.
وفي ظل التعديات البيئية الصارخة التي يشهدها البر كل موسم تخييم، نتيجة لقلة الوعي لدى رواده من جهة، وضعف إجراءات الجهات المعنية من جهة أخرى، كان لابد من رصد الخطوات الرامية الى مكافحة ظاهرة التصحر في البلاد، ويعتبر التخييم احد الحلول الفعالة في ذلك لو أحسنا استغلاله بالشكل الأمثل، من خلال حشد طاقات رواد البر لتشجير الصحراء.
بداية أعلنت مديرة ادارة التربية والأراضي القاحلة في الهيئة العامة للبيئة فرح ابراهيم عن عزم الهيئة على تنظيم مسابقة خاصة للمخيم المثالي خلال الايام المقبلة، كخطوة منها لتشجيع رواد البر للمحافظة على البيئة خلال موسم التخييم.
واوضحت لـ القبس ان المسابقة تتضمن زيارات ميدانية للمخيمات المشاركة، كذلك تنظيم محاضرات توعوية لرواد البر، وتوزيع بعض الشتلات الزراعية عليهم، موضحة ان المسابقة تخضع للجنة تحكيم بمشاركة جهات عدة، منها: هيئة البيئة ومعهد الكويت للابحاث العلمية وجامعة الكويت والجمعية الكويتية لحماية البيئة، واعضاء من اللجنة الوطنية لمكافحة التصحر.
شروط التخييم :
ولفتت الى ان الشروط الواجب توافرها في المخيم المشارك هي ابتعاده عن حدود الدول المجاورة والمنشآت الحكومية والعسكرية بمسافة لا تقل عن 5 كلم، كذلك الابتعاد عن خطوط الكهرباء والمحميات والمنشآت الحيوية بمسافة لا تقل عن كيلومتر، اضافة الى عدم وضع سواتر ترابية والتقيد بخطوط الطرق الممهدة.
وأكملت بالقول: ان الشروط تتضمن ايضا التقيد بعدم تبليط منطقة التخييم بالأسمنت أو تسويتها بالمكائن الثقيلة، والالتزام بإقامة المخيم في المناطق المحددة والمسموح بها من قبل الجهات المختصة، موضحة ان المشاركة ستتم عبر البريد الالكتروني الذي ستعلن عنه الهيئة قريبا.
معوقات :
بدورها، أوضحت مديرة ادارة البحوث في قطاع الثروة النباتية في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية سلوى العريفان، ان الهيئة عملت على تطبيق فكرة توزيع الشتلات على رواد المخيمات لزراعتها خلال موسم التخييم السابق، مشيرة الى ان سبب توقف المشروع هو ظهور عدد من المشكلات أهمها الصراع بين رواد البر للحصول على الموقع المشجر.
إهمال :
وأضافت ان ما يحدث في البر من تعديات ناتج عن اهمال رواده للبيئة، مؤكدة قيام الجهات المعنية، ومنها بلدية الكويت، بواجبها مثل توفير حاويات للقمامة وغيرها. وأعلنت العريفان عن مشروع تعمل عليه الهيئة حاليا لزراعة مليون متر مكعب من الأرض بالنخيل العضوي، في منطقة الشعيبة الغربية لتخفيف عبء التلوث فيها، موضحة ان مشروع تشجير المنطقة العازلة بين الشعيبة وأم الهيمان لايزال في طور توقيع المناقصات.
صعوبة المتابعة :
لكن مدير ادارة التحريج والمراعي في الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية محمد جمال اكد صعوبة تنفيذ فكرة الزراعة عند المخيمات من الناحية العملية وذلك لصعوبة متابعة الاشجار بعد الزراعة موضحا ان الشتلات الحرجية تحتاج من 2 الى 5 سنوات من المتابعة الكاملة واهمها السقاية لا سيما انعدام وجود مورد مائي متاح داخل البر. وكشف عن اجراءات تتخذها الهيئة حاليا تتمثل بجمع بذور النباتات الفطرية الموجودة في صحراء البلاد والعمل على تكاثرها، لتوزيعها في المستقبل على رواد البر، موضحا ان هذه النباتات تحتاج الى مدة 3 اشهر فقط من العناية، لتكمل طريق نموها بشكل طبيعي بمفردها.
جهود تطوعية :
ووفق احد رواد البر وهو لميع الميع فإن فكرة زراعة المخيمات راودته منذ عام 2006 وعمل على تنفيذها بشكل فردي في مخيمه، ذلك بعد مخاطبته لعدد من الجهات المعنية في البلاد لتنفيذ الفكرة لكنها قوبلت بالاهمال، مشددا على ضرورة البدء بالزراعة خلال موسم التخييم لمكافحة التدهور البيئي الذي لحق بالبيئة الصحراوية جراء اهمالها.
واشار الميع الى انواع عديدة من النباتات التي تتلاءم مع طبيعة البلاد الحارة، منها السدر والاثل والصفصاف، موضحا ان ريها يتم عبر الخزانات الخاصة بكل مخيم، خصوصا ان للتشجير فوائد عديدة، منها تثبيت الرمال وتقليل سرعة الرياح، كذلك تقليل كمية الاتربة والغبار المتطاير بنسبة تقارب %40 هذا عدا فائدته في تنظيف الجو من الغازات السامة، وبالتالي التقليل من امراض الحساسية والربو المنتشرة في البلاد.
ثلاثة آلاف شجرة قال أحد رواد البر «لو تم توزيع شتلة واحدة على كل مخيم في المنطقة الجنوبية لنمت في البر 3 آلاف شجرة». وأضاف: على الجهات المختصة التعاون فيما بينها لتنفيذ هذه الفكرة.
أين حاويات القمامة؟
أشار عبدالله، وهو أحد رواد البر إلى عدم توفير بلدية الكويت حاويات القمامة في كل أماكن التخييم، الأمر الذي يدفعنا إلى حرق النفايات، مؤكدا استعداده للمشاركة في تشجير البر والاهتمام بالأشجار خلال الموسم كله.
البر بيتنا :
أكد احمد، وهو من رواد البر، حفاظه واصدقائه على مكان مخيمه في كل موسم من أي تلوث، ذلك عبر نقل النفايات الى الحاوية المخصصة لها بالسيارة لمنع حرقها، لافتاً الى أن البر هو بيتنا الثاني ومن واجبنا المحافظة عليه.